افراد الشرطه ............. اهلنا

ما حدث أثناء الاحتفالات بالذكري الثانية لثورة يناير لا يرضي عدواً ولا
حبيبا ولا يمت بالدين بصلة لأنه نتج عنه سقوط قتلي بالعشرات. ناهيك عن
الإصابات بالمئات لتتحول الاحتفالات إلي مآتم وسرادقات للعزاء علي امتداد
الكثير من المحافظات واتشحت مصر بالسواد في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة
إلي دوران عجلة الإنتاج كي نعوض ما فاتنا. وانتهي الأمر كذلك بفرض حظر
التجوال وإعلان حالة الطوارئ في مدن القناة وهذا طبيعي حفاظا علي أرواح
المواطنين بتلك المدن أولا ولحماية الممر الملاحي من المتربصين به ثانيا
بعدما وضحت نوايا المندسين الذين ينتهزون هذه الفرص لاشاعة الفوضي ولتحقيق
مآربهم الخبيثة كعادتهم.
لقد أظهرت تلك المظاهرات مدي الكراهية للشرطة التي هي في الأساس الحامي
للمواطن في الداخل والعين الساهرة حيث صوب المخربون والخارجون علي القانون
سهام حقدهم علي الضباط والأفراد وكأنه ثأر "بايت" رغم ان الشرطة لم تصوب
بنادقها تجاههم وآثروا السلامة كي لا يؤخذ عليهم العنف الأمر الذي جعل
بعضهم يغضب ويرفض تواجد الوزير بينهم أثناء تشييع جثامين بعضهم لأنهم شعروا
بأنهم مستهدفون علي الفاضي وعلي المليان ووصل الأمر إلي الاستيلاء علي
مدرعتين وحرقهما في ميدان التحرير وذلك لأن المتظاهرين تيقنوا من أن الشرطة
لن تتعرض لهم وستظل علي حيادها وبمعني أدق "ملطشة" وتلك كارثة.
والحقيقة.. استمرار تقزيم دور الشرطة ومنعها من التسلح سيزيد من حنق
الشرطة وقد يفقدهم الثقة في أنفسهم وهذا ما لا نرضاه خاصة وأنها لم تتعاف
للآن. ولو ظل الأمر علي هذا المنوال فلن تتمكن الدولة من وقف العنف وردع
المخربين وستزداد بحور الدم وأعتقد انه لو تم السماح للشرطة باستخدام
الرصاص الحي علي أقدام البلطجية والمخربين لتغيرت أمور كثيرة ولخاف هؤلاء
الماردون علي حياتهم وطبعا استخدام الرصاص لن يكون فجأة ولكن يتم الإعلان
عن اللجوء إلي ذلك مسبقا وكذلك تحديد الأماكن التي يمكن السماح بالتظاهر
فيها وما يتعدي ذلك سيتم التعامل معه بالرصاص.
الغريب في الأمر.. ظهور فئة ضالة أطلقت علي نفسها "البلاك بلوك" ترتدي
ملابس وأقنعة سوداء مبادئها العنف والقتل والتدمير دون رحمة رأيناها علي
شاشات التليفزيون وهي تطلق الرصاص الحي صوب الشرطة وكذلك وهي تطلق كرات
اللهب والمولوتوف علي المنشآت العامة بشكل عشوائي يذكرنا بهجمات التتار
الوحشية والأغرب أنهم سعداء بذلك ويقولون إنهم سيأتون علي الأخضر واليابس
وحسنا ما فعله النائب العام عندما أصدر قراره بضبط هؤلاء المتوحشين
والارشاد عنهم وتقديمهم لأقرب قسم شرطة واعتبارهم جماعة إرهابية لأنها
بصراحة "المشرحة مش ناقصة قتلة" وانه لو لم يتم القضاء علي هؤلاء قضاء
فربما فلم نهنأ بالنوم ولن تغمض لنا أجفان. وكفاية علينا الالتراس
والبلطجية والطرف الثالث. الأغرب ان أنصار حازم أبوإسماعيل ينوون تأسيس
جماعة شبيهة بالبلاك بلوك سيطلقون عليها "الوايت بلوك" وكأنها موضة العصر
مع ان جماعة البلاك نشأت في ألمانيا أعقاب انهيار الحزب النازي وهزيمته في
الحرب العالمية الثانية وانه تم القضاء عليها بعدما انتشرت في بعض البلدان
الأوروبية لافراطها في العنف والتقتيل لنأتي نحن في مصر لنقلد هؤلاء ونقوم
باحياء تلك الجماعة الإرهابية.
مطلوب الضرب بيد من حديد علي من تسول نفسه العبث بأمن البلاد والاجهاز
علي جماعة البلاك أو حتي الوايت كي لا يحولوا حياتنا إلي جحيم وكي لا يخرج
علينا البعض بجماعات شبيهة بالقرامطة المسلحة الذين انتزعوا الحجر الأسود
من مكانه بالكعبة ونقلوه عندهم أكثر من 30 عاماً بمشرق الجزيرة العربية
ولولا مصر ما عاد ثانية بعد النجاح في القضاء عليهم نهائيا أو كجماعة
الباطنية التي كان يتزعمها الحسن بن الضحاك أيام الدولة العباسية وهي جماعة
عقائدية تكفيرية. أتمني أن تصل أجهزة الدولة إلي أعشاشهم ومعرفة كل شيء
عنهم وأعدادهم ومصادر تمويلهم وأماكن أنشطتهم ومن يدعمهم قبل أن يستفحل
أمرهم ويصبح لهم أنصار ومريدين بعشرات الآلاف. فمثل هؤلاء هم الخطر الحقيقي
علي البلاد والقضاء عليهم ووضعهم علي قائمة "البلاك لست" واجب وطني وديني
كما أتمني من الحكومة أن تكون أكثر حسما وأن تبرز أنيابها "وتسن أسنانها"
فللديمقراطية أنياب كي لا يساء فهمها واستخدامها فكهذا قال السادات رحمة
الله عليه عندما لجأ البعض إلي استخدام العنف ولاحظ اشاعة الفوضي.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30

افراد الشرطه ............. اهلنا

افراد الشرطه ............. اهلنا

افراد الشرطه ............. اهلنا :: تعاليق