المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
البدايه والنهايه
صفحة 1 من اصل 1
09092012
البدايه والنهايه
- في الثاني والعشرين من يوليو سنة 1978 أعلن الرئيس الراحل أنور السادات
أمام اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي.. اعتزامه تأسيس حزب جديد
برئاسته.. وفي السادس والعشرين من الشهر نفسه أي بعد أربعة أيام.. أعلن
اختيار اسم "الوطني" لحزبه الجديد.. وفي خطاب تاريخي ككل خطاباته قال أمام
اللجنة التأسيسية للحزب: ليكن الحزب الوطني تراث الطهارة الثورية لمصطفي
كامل ومحمد فريد.. ليكن هو إرادة الشعب في كل اتجاه. - وبدأ الزلزال المدمر الذي جاء علي الحياة الحزبية الوليدة مكرسا السطوة
المطلقة لحزب يترأسه رئيس الجمهورية ويعتبر كل عضو فيه نفسه الممثل الشخصي
لكبير العائلة.. وهو الوصف الذي كان يعشقه الرئيس الراحل. - هذه هي البداية الأولي للحزب الوطني الذي أصبح فيما بعد الوكيل الحصري
لسطوة السلطة وفسادها.. وما حدث بعد ذلك كان أقرب إلي المسرحية الهزلية..
كان حزب مصر هو حزب الأغلبية كان قد فاز في الانتخابات البرلمانية عام 1976
بالأغلبية المطلقة من خلال 280 نائبا.. انضم اليهم بعد ذلك 8 نواب من حزب
الأحرار الاشتراكيين وعدد من المستقلين.. وكان ممدوح سالم رئيس الحكومة هو
رئيس الحزب كان هذا بالطبع قبل أن يعلن السادات عن نيته دخول معترك التنافس
الحزبي. - قيادات حزب مصر أصحاب الأغلبية والغلبة رفعوا شعار إنما الأعمال
بالنيات ونية الرئيس فعل وسارعت إلي عقد اجتماع طاريء لبحث الموقف من حزب
الرئيس الذي لم يتم تشكيله والذي لم يعلن برنامجه ولم تعرف توجهاته بعد..
وباختصار الذي لم يتجاوز حدود رغبة الرئيس في إنشائه وتشكيل لجنة مؤقتة
لاتخاذ إجراءات التأسيس.. فجأة وجد ممدوح سالم نفسه في موقف لا يحسد عليه..
نظريا هو رئيس حزب الأغلبية حتي هذه اللحظة.. نظريا هو لايزال رئيس حكومة
الحزب.. ولكن الواقع المؤلم في هذا الاجتماع أكد عكس ذلك.. فوجيء بفوضي
عارمة.. تحول الاجتماع إلي تظاهرة تأييد لحزب الرئيس.. طالب المجتمعون من
رئيس حزبهم أن ينقل إلي رئيس الحزب الجديد ولاءهم التام لحزبه الذي لم
يتشكل ولم يعلن له برنامج. - بدأ حزب مصر أو الوسط يحتضر بسرعة مذهلة.. أعلن جميع نوابه تقريبا
الانضام للحزب الوطني الذي لم يتشكل ولم يصبح له كيان قانوني أو سياسي
لينضموا إليه.. أي أنهم أعلنوا الانضمام لحزب غير موجود.. باعوا حزبهم
وتخلوا عن رئيسه في غمضة عين.. ولم يتبق في عضوية الحزب من النواب سوي 24
نائبا فقط أذكر منهم سعد الدين الشريف والفريق مدكور أبوالعز ومحمد أحمد
البلتاجي وجمال ربيع وعبدالعظيم أبوالعطا الذي مات مسجونا رحمة الله عليه
فيما تقدم المنضمين للحزب الجديد محمد حامد محمود وكان وزيرا للحكم المحلي
في حكومة ممدوح سالم وسكرتير عام حزب مصر وعبدالمنعم الصاوي وكان وزيرا
للإعلام ورئيسا للجنة الثقافة والإعلام بحزب مصر. - وتوالت المفاجآت اختار الرئيس الراحل علي رأس فريق تأسيس حزبه سكرتير
عام حزب الأحرار الاشتراكيين الراحل فكري مكرم عبيد.. ليتحول فجأة من
سكرتير عام حزب معارض إلي أمين عام الأمانة العامة المؤقتة لحزب حصد
الأغلبية قبل أن يري النور.. أحس ممدوح سالم بأن نهايته السياسية اقتربت
وأن خروجه من الحياة السياسية لن يكون كريما.. فقد انفض عنه نوابه.. وأصبحت
حكومته غير دستورية بعد أن فقدت الأغلبية البرلمانية.. وبدأت المعاول تهدم
تاريخه وتنال من شخصه.. أحس بقرب النهاية فأطلق تصريحات وداعية حمل نفسه
فيها مسئولية هذا الانهيار ربما تأدبا أو لعدم الرغبة في السخرية ممن باعوا
انتمائهم الحزبي بلا ثمن سوي الاقتراب من قمة السلطة والاحتماء بسطوتها
واستلهام نفوذها لتحقيق منافع شخصية. - جلس ممدوح سالم علي كرسي اعتراف صنعه لنفسه.. قال إن حكومته أخطأت
عندما اتخذت قرارات تنفيذية دون اللجوء للقاعدة الشعبية لحزبه المنهار فيما
يتعلق برفع أسعار السلع التموينية والذي فجر ثورة 18 و19 يناير عام 1977
والتي أطلق عليها الرئيس الراحل وصف انتفاضة الحرامية.. وهي الثورة التي
قتل وأصيب فيها مئات المصريين وسببت جرحا غائرا في قلب السادات لم يندمل
أبدا حتي اغتياله.. بل والتي كانت السبب المباشر لتفكير السادات في إنشاء
حزب برئاسته معتقدا أن ذلك يقربه أكثر من الشارع ويربطه به.. ولم تمض سوي
شهور حتي أصبح السادات رئيسا للجمهورية ورئيسا لحزب الأغلبية المطلقة
ورئيسا للحكومة.. أصبح رئيسا لكل شيء.. أو كبير كل شيء. - وبدأت حالة التكويش المطلق التي لابد أن تقود إلي الفساد المطلق.. كانت
الفجوة بين الشعارات وبين التصرفات هائلة.. فها هو فكري مكرم عبيد الأمين
العام للهيئة التأسيسية المؤقتة للحزب الجديد يعلن فور تشكيل الهيئة أن
الحزب سيكون شعبيا.. ولن يضم وزراء أو محافظين أو قيادات تنفيذية وأن فلسفة
الحزب هي البعد عن الشعارات الجوفاء وأن الحزب لن يعتمد في تمويله علي
الدولة بل علي الجهود الذاتية وهو ما لم يحدث أصبح كل الوزراء والمحافظين
والمسئولين من أعضاء الحزب وأخذ الحزب الكثير من أموال الدولة: وعندما كشفت
جريدة الأحرار ذلك تمت مصادرتها وإغلاقها بالضبة والمفتاح.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف طارق العرابى
» النجوم الساطعه
الإثنين 05 ديسمبر 2022, 9:09 pm من طرف طارق العرابى
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
الأربعاء 16 نوفمبر 2022, 10:15 pm من طرف طارق العرابى
» كلمات مؤلمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 12:55 pm من طرف طارق العرابى
» الحياه المستديره
الإثنين 14 نوفمبر 2022, 9:08 pm من طرف طارق العرابى
» أقوال مأثورة للامام
الجمعة 11 نوفمبر 2022, 11:17 am من طرف طارق العرابى
» اصل عائلة العرابى
الأحد 02 يناير 2022, 8:17 pm من طرف زائر
» بكاء الظالم
الأحد 30 يونيو 2019, 11:56 am من طرف طارق العرابى
» الشهداء أكرم منا جميعا
السبت 15 أكتوبر 2016, 3:40 pm من طرف طارق العرابى