حكومتنا ...........المنتظره

عندما
تتصفح عيناك السطور التالية تكون حكومة الدكتور قنديل ــ التي تحمل رقم
ثلاثة في سلسلة الحكومات المتعاقبة علي مدي نحو العام ونصف العام الماضي.

والأولي في عهد الرئيس مرسي قد أضاءت مصر بعد أن تكون قد أدت اليمين
الدستورية بكامل هيئتها أمام الرئيس أول أمس الخميس بعد طول معاناة في
اختيار اعضائها اقرب الي المعاناة في البحث عن بنزين80!

وبعيدا عن حالة الارتباك الواضحة التي بدأت في اللحظة الأولي لتكليف
الدكتور قنديل وموجات الاعتذارات المتتالية من جانب شخوص توسم فيهم
الدكتور قنديل روح الفدائية, فإن ذلك كله يكشف عن مدي المأزق الذي وجدت
جماعة الإخوان المسلمين وحزبها نفسها فيه بعد أن أمسكت مختلف القوي
السياسية عن تقديم رموز لها قربان مباركة لتوليها مسئولية قيادة الجمهورية
الثانية لمصر.

جهود مضنية بذلها الدكتور قنديل لإقناع شخصيات بقدراته علي إدارته لهم ضمن
فريقه الوزاري غير أنها باءت بالفشل في معظمها مما أدي به في نهاية الأمر
إلي محاولة الاستعانة بوزراء حكومة الجنزوري المغضوب عليها منذ اللحظة
الأولي لمولدها من جانب نواب الجماعة ذاتها علي الرغم من أنه كان واحدا
منهم إضافة إلي رموز اعتدنا مشاركتها في كل وزارة بالتوالي خلال الثلاثين
عاما الماضية وهو ما أدي في النهاية إلي أن أصبحت جميع التشكيلات الوزارية
أشبه بأوراق الكوتشينة التي يجري إعادة ترتيبها عند كل تشكيل جديد.

حكومة قنديل لا تختلف عن سابقاتها في اسلوب التشكيل فجاءت ــ في صورتها
الأولي مفتقدة التناغم وهو ما كان أولي بالجماعة والرئيس ورئيس الوزراء
تفادي ذلك و قصر تشكيلها علي أعضاء الإخوان حتي تكون الجماعة أمام كامل
مسئوليتها دون أن تقاسمها اي قوي سياسية في نجاحها أو فشلها لا قدر الله!!

ولأننا قد تعبنا من كثرة الوعود والعهود التي تطلقها كل حكومة جديدة دون
أن تقدم علي تحقيق إنجاز حقيقي من بين ما تعهدت به فإننا من البداية نتعهد
بأن نصدق هذه الحكومة من اللحظة الأولي دون حتي أن تنطق.. سنصدق أن الأمن
قد عاد وبقوة ولن نلتفت إلي تلك الحوادث المتكررة من خطف وطلب فدية وسرقة
بالإكراه وغيرها..!!

سنصدق ان اصلاحا اقتصاديا حقيقيا قد جري, وان مرتباتنا قد اصبحت كافيه
تماما وتفي باحتياجاتنا بل وتفيض بعد ان نجحت الحكومة في السيطرة علي
انفلات الأسعار.. ولن نصدق تلك الشكاوي التي تلوكها ألسنتنا بسبب ارتفاع
الأسعار وغيره من هذا اللغو والهراء!!

سنصدق ان الحكومه تواجه الأن مازقا حرجا بالبحث عن مواطنين لتغطيه
احتياجات خطط التنمية من العمالة بعد أن أنهت ظاهرة البطالة.. ولن نصدق ان
طابور البطالة يكتسب كل طلعة شمس مئات جديدة من شباب فقدوا شعورهم بالامن
والاستقرار!!

سنصدق ان سياسات حكومتنا نجحت بالفعل في ازاحة سحابة الاغتراب التي يشعر
بها المواطن في بلده.. وانها أي الحكومة قد انشغلت بامنه وامانه وكرامته
ومستقبله هو وأولاده وان مسئوليها اصبحوا يتحملون هموم مصر التي نعرفها
نحن ويعرفها المواطن وليست مصر التي يعرفونها هم وحدهم.

سنصدق أن المواطن قد بات يلقي الرعاية الصحية والطبية اللائقة حتي ولو كان
هو من بين غير القادرين والمعدمين وأن الحكومة نجحت في توفير سرير
بالمستشفي لكل مريض.. ولن نصدق اطلاقا أنه في أفضل الظروف يتشارك مريضان
او ثلاثه في سرير واحد في احدي طرقات اي مستشفي عام!!.. وسنصدق أيضا ان
العلاج قد أصبح حقا لكل مواطن وان الحكومه نجحت في توفير الدواء بسعر
يتناسب مع دخل المواطن اذا كان له دخل!!..

سنصدق ان ألافا من الشقق السكنية باتت تتصدرها عبارة للإيجار بعد ان نجحت
حكومتنا في توفير شقة لكل مواطن.. ولن نصدق ان اكثر من ثلاثة أو أربعة
ملايين مواطن قد أجبرتهم ظروفهم وازمة الاسكان العتيدة علي مزاحمة الموتي
بالسكن في قبورهم!

كل هذا سنصدقه نحن المواطنين من البداية.. ولكن الأهم هو ألا تصدق الحكومة
نفسها وتدعي أنها بالفعل قد حققت كل ذلك ويفاجئنا الدكتور قنديل بقائمة
هذه الانجازات في أول بيان يلقيه أمام مجلس الشعب بعد اعادة تشكيله!!

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

حكومتنا ...........المنتظره

حكومتنا ...........المنتظره

حكومتنا ...........المنتظره :: تعاليق