المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
ارحمنا ........يارب
05022013
ارحمنا ........يارب
- ليلة أخري حزينة.. كئيبة.. عاشها المصريون يوم الجمعة الماضي تضاف لسجل
الليالي السوداء التي نعيشها بعد الثمانية عشر يوما الأولي لثورة يناير. - نام المصريون يعتصرهم الألم من ذلك المشهد المقزز لرجل تسحله الشرطة
عاريا في خضم ثورة الغضب والانفعال والانتقام والانقسام وغياب العقل الذي
يسيطر الآن علي المشهد السياسي في كل جنبات مصر. - لقد صار الفعل ورد الفعل من كل الأطراف واللاعبين علي الساحة أسوأ من
بعضهما البعض.. تكرار للأفعال الخاطئة وردود الأفعال الأشد خطأ نراها في
مثل هذه الأيام "الجمع".. لا تختلف فيها جمعة عن أخري في النتائج الموحشة
عندما يتحول التظاهر الذي يزعم أصحابه انه سيكون سلميا.. ولكنه في البدء
والوسط والختام سرعان ما يكون أبعد عن السلمية.. تتفجر الاشتباكات وتنطلق
طلقات الخرطوش والغاز والمولوتوف والرصاص وتبدأ مشاهد الكر والفر وإلقاء
الحجارة وتدوي سيارات الاسعاف تنقل المصابين وأحيانا القتلي وتصدر
الاحصائيات ويصنف الذين سقطوا بين شهداء وضحايا وتتابع الفضائيات تلك
الأحداث الدامية لحظة بلحظة ويخرج الفرقاء السياسيون والنشطاء والثوريون
والأدعياء كل يدلي بدلوله.. يزيدون الموقف اشتعالا لتأتي بعد ذلك أيام
الجمع التالية أكثر سوءا وأشد سوادا.. وهكذا صارت حياة المصريين البؤساء ما
بين أحداث مؤسفة ومعالجات حكومية فاشلة وتصريحات وتغييرات بل وانتخابات
واستفتاءات.. أظن ان الناس معها فقدت كل الأمل.. فلا جديد علي أرض الواقع..
السيناريوهات السياسية الفاشلة تمضي في طريقها ما بين نظام وحكومة
ومعارضة.. الانقسام هو السائد ولا أمل في الحوار. ولا الائتلاف ولا
التغييرات أو الاستجابات لمبادرات تصدر عن مؤسسات دينية أو مدنية.. نعيش
حالة من الجدل والاختلاف والصراع الذي يتصاعد يوما بعد يوم حتي صار غلا
وحقدا.. وبدأت صورة أجهزة كثيرة تهتز في النفوس. - ***
- ولا أحزن سوي علي أطفالنا قبل عمر العاشرة الذين يشاهدون الآن تلك
المشاهد المؤذية.. أذكر عندما كنا في مثل سنهم في أوائل الستينيات حتي رغم
مرور سنوات قليلة علي ثورة يوليو 1952 كانت فعاليات الثورة جميلة نبيلة
نحلم معها بالمستقبل والأمل ونعيش أرقي الأيام حتي في الأغاني والأفلام
التي كنا نشاهدها. - مازلت أذكر أغاني مصرية ترددت في هذه الفترة رددناها في حفلات المدارس
تتحدث عن الجيل الصاعد.. كانت رحلاتنا للمصانع الجديدة التي شيدتها
الحكومة.. كنا نزور أقسام الشرطة في يوم عيدها يحكي لنا الأساتذة تاريخ
الشرطة في الكفاح ضد الاستعمار ونشاهد علي الجدران صور البطولة. - بالله عليكم.. ماذا سيبقي في مخيلة ووجدان أطفال هذا الجيل وهذه الثورة
التي نعيشها.. هل يمكن أن نمحو من مخيلته معارك الكر والفر والدماء والسحل
وتلك الصور المقززة كالتي شاهدها ليلة الجمعة الكئيبة؟! معارك الاتحادية
التي ساهم السياسيون بحمقهم وتطرفهم وأحقادهم في صنعها وجعلت الانتقام هو
البطل في المشهد المصري وقد فاض الكيل بهذا الجهاز الأمني الذي اعتادت
السلطة أن تحمله أكثر مما يحتمل فيسقط منه شباب في مقتبل حياته العملية في
معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. ولكنه الواجب الأمني وظروف العمل الضاغطة
التي تجعل البعض منهم يخرج عن مشاعره بل حتي عن أساليب تعامله الأمنية
العادية في الظروف الطبيعية. - لا أبرئ أحدا.. ولا ألتمس العذر لأحد.. فالكل مدان وتلك الصورة المقززة
التي نقلتها كل وسائل الإعلام العالمية سيصعب تجاوز مردودها السلبي علي
المصريين جميعا وليس الجهاز الأمني وحده.. هي نتاج فعاليات ثورية لا نحسن
جميعا إدارتها.. ذلك لأن كلا يريد أن يعلي من شأن مصلحته علي مصلحة الوطن..
أخطاء تتكرر من جمعة لأخري.. والكل يتربص بالكل.. الكل سار في طريق اللا
عودة رغم كل الشعارات السياسية ووجهات النظر التي يحاول البعض التزين بها
أمام الفضائيات. - ***
- لقد صارت الكتابة بل حتي الحديث عبئا ثقيلا في هذه الظروف التي نعيشها
منذ أكثر من عامين.. ليس معني ذلك ان النظام السابق كان أفضل أو يمكن إخلاء
مسئوليته عن التداعيات التي تمخضت عن سنوات التشبث بالسلطة ومنع التداول
في القيادات والمسئولين من أعلي السلطة حتي أدناها. - ولكن ما تعيشه مصر الآن أغرب ما يكون عن طبيعة وشيم واسلوب حياة المصريين.
- أشعر كثيرا ان ما نحن فيه الآن فيه غضب كثير والعياذ بالله من الله
سبحانه.. لا أملك كما لا يملك شخص أو فئة أو جماعة أن نجد لأنفسنا مخرجا
منه.. حتي الذين يتصورون ان هناك جهة سيادية عليا سوف تتحرك في الوقت
المناسب لإخراج مصر مما هي فيه.. أظن ان هذا صعب في ظل ظروف دولية وأطماع
قوي تريد أن تنال من أقوي سند لدينا.. بل آخر سند للمنطقة برمتها. - حقا.. يكاد العقل يشل من صعوبة الحل أو تكرار ما سبق أن رددناه من قبل
عن التوحد ونبذ العنف والصراع والخلاف.. صار مثل هذا الكلام معادا مكررا
سخيفا كثيرا ما حملته هذه الصفحة وغيرها. - اليوم.. لا أجد سوي ان أدعو كل المصريين أن يخرجوا ليس في مليونيات
سياسية.. ولكن في مسيرات تضرع وخشوع إلي الله أن يعفو عنا.. نلتمس منه
الرحمة لعله سبحانه يستجيب لرحمتنا ويرفع غضبه عنا.. بالتأكيد كثرت خطايانا
علي مدي سنوات كثيرة ماضية وجاء وقت الحساب الدنيوي.. - ولكن رغم كل ذلك نلتمس الرحمة من الله العظيم الغفور الرحيم لكي يسامحنا ويعفو عنا.
- لا أملك هذه المرة سوي أن أقول: اللهم لا نسألك رد القضاء.. ولكن نسألك
اللطف فيه.. وتبقي كلمة الله ويبقي الخالق سبحانه الذي نتعشم في رحمته
بمصر والمصريين.. يا رب.
طارق العرابى- مدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1348
تاريخ التسجيل : 17/10/2011 -
مُشاطرة هذه المقالة على:
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف 
» النجوم الساطعه
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
» كلمات مؤلمة
» الحياه المستديره
» أقوال مأثورة للامام
» اصل عائلة العرابى
» بكاء الظالم
» الشهداء أكرم منا جميعا