احنا ضحية صراعكم السياسى

مصر الآن أشبه بعربة يجرها حصانين يسيران في اتجاهين مختلفين ولا يري
أحدهما الآخر ومصالحهما وهو ما جعل الذكري الثانية للثورة المصرية أكثر
ضبابية وعنفا وأفقد ثورة يناير الشعبية أهم ما كان يميزها وهي السلمية ربما
لإداك فئة كبيرة من الشعب المصري ان التغيير لن يتم إلا بالدم. لكن السؤال
الذي يحتاج إلي إجابة من الذي يدفع فاتورة هذا الدم في ظل اقتصاد ينهار
ودولة مازالت مكبلة بالديون فقد بلغت خسائر الاقتصاد المصري ما يزيد علي 30
مليار جنيه خلال الأيام الماضية. بينما واصل الدولار ارتفاعه وسط معلومات
عن اصرار دوائر صنع القرار في الغرب علي ارتفاعه إلي 10 جنيهات بينما وصل
القتلي إلي نحو 40 شخصا حتي الآن.
العنف الذي يشهده الشارع المصري الآن غير مسبوق والجميع يتحملون
تبعاته. فقد هددت عدد من الفصائل الاسلامية انه حال تهديد الشرعية سيتم
احتشادهم لإعلان ما يسمي الثورة الاسلامية. ولكن مخاوف التيار الاسلامي من
اتخاذ تلك الخطوة تأتي من عدم القبول المتوقع من القوات المسلحة اضافة إلي
رفض الرئيس الأمريكي لوجود دولة دينية في مصر اضافة إلي رفض الخارجية
الأمريكية ما يسمي بأخونة الدولة رغم دور واشنطن المعروف في وصول الإخوان
للحكم بعد 84 عاما من العمل السري لكن أكثر ما يثير الرعب دعوة بعض الدوائر
للحكومة الأمريكية بالتدخل المباشر في شئون مصر وفرض الحماية عليها وهو ما
يجعلنا مهددين باستعمار جديد قد يحولنا إلي عراق آخر أو صومال جديدة وهو
ما يحدث في ليبيا ليس ببعيد.
أما السيناريو الآخر الذي يطرح نفسه بقوة هو ارتفاع موجة العنف وتدخل
المجلس العسكري للسيطرة علي مقاليد الحكم خاصة ان الاسلاميين لن يتنازلوا
بسهولة عن دعم الرئيس.
ووفقا للمحللين فإن قيادات جبهة الانقاذ لن يكون أمامها للوصول للسلطة
سوي الطرق الديمقراطية السلمية وفي مقدمتها الاحتكام لصناديق الاقتراع وان
الحشد في سبيل تصعيد العنف سيؤدي إلي عودة العسكريين مرة أخري إلي رأس
السلطة في مصر وهو ما لا يريدونه بالطبع صراع دموي قد يهدد الأمن القومي
المصري.
لتبقي الثورة مستمرة لكن الصراع السياسي يدفع فاتورته 60% من الشعب
المصري يعيشون تحت خط الفقر فملايين المصريين اشتروا التروماي عقب ثورة
يناير الشعبية الخالصة وحلموا كثيرا بالجنة ليكتشفوا انهم ملقون في النار
بلا أي ذنب أو جريرة سوي انهم صدقوا وهما ان هؤلاء وأولئك يريدون مصلحتهم
ليكتشف الشعب المصري انه سلم عربته لمن لا يعرفون إلا العنف والقتل سواء من
يقودها أو من يتنازع علي ملكيتها بعدما أصبح القتل لغة الجميع وضاعت
أحلامه السلمية الوردية حتي لو ادعي الطرفان كذبا انهما مع ضبط النفس فهذا
فقط هربا من سيف القانون لكن الواقع المر الذي نعيشه يؤكد انهم يشعلون
النيران من أجل السلطة والسلطة فقط.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

احنا ضحية صراعكم السياسى

احنا ضحية صراعكم السياسى

احنا ضحية صراعكم السياسى :: تعاليق