الثقب ..........يغرق الوطن

في ظل الفوضي والأزمات المتلاحقة التي يمر بها الوطن. وفي ظل تصاعد العنف
غير المبرر من قبل البعض وسكوت البعض الآخر عليه اشعر. ويشعرالكثيرون من
المحبين لهذا الوطن بغصة وألم شديد يصل لحد الاحتراق الداخلي لأعضاء الجسم
البشري للمواطن المصري والعربي الذي تعلم وتربي من خيرات وعلماء مصر لما
تمر به مصر وما يتعرض له شعبها علي مختلف الأصعدة.
الشعور بالحزن لم يعد قاصراً علي الشهداء أو المصابين أو قيام البعض
بقتلهم لبعضهم الآخر كما يحدث الآن هنا وهناك واعتقد انه سوف يستمر لفترة.
لكن مبعث الحزن هو ما تمربه الثورة المصرية التي أذهلت العالم عند انطلاقها
وما تمر به حالياً في ذكراها الثانية وبداية انطلاق العام الثالث لها.
القضية الحقيقية هي في غياب عقلاء الأمة وزعمائها نتيجة للميراث الفاسد
من النظام السابق الذي لعب دائما علي غلبة النزعة الفردية والأنانية لدي
الكثيرين ولسنوات طوال علي حساب الوطن والمواطن والقيم المجتمعية لهذا
الشعب وهو ما يجنيه المواطن البسيط من ثمار هذا الميراث.. هذه حقيقة وليست
مزايدة كما قد يراها البعض. اذن كيف الخروج من الازمة؟ وماهي الآليات لمنع
القوي الخارجية والداخلية من تحقيق أهدافها في تدمير وتفتيت الوطن
والمواطن؟ وصولا إلي تقسيمه.. الإجابة بسيطة ولكنها صعبة وتحتاج إلي جهد
بشري غيرعادي وتنازلات صعبة إن لم تكن مستحيلة.. بداية علي كل طرف من
أطراف الصراع السياسي ان يتنازل عن طموحاته الشخصية وأحلامه ان لم تكن
أطماعه من اجل "المواطن الضحية" ما بين الموت العشوائي وبين وغلاء أسعار
وغياب فرصة عمل وحياة آدمية بسيطة..
المصري طبيعته السعي للاستقرار والاحساس بالأمان حتي يستطيع ان ينتج
ويبدع. ومن ثم علينا جميعا حكاماً ومحكومين أفراداً وجماعات ان نسعي إلي
البحث عن نقطة الضوء في نهاية النفق الذي نسير فيه دون توقف لالتقاط
الأنفاس أو لوضع رؤية لما هو قادم بشراكة حقيقية وواضحة المعالم بين الجميع
نلتزم بها جميعا دون استثناء.. الموقف صعب لكن ليس مستحيلا وخطراً ولكن
يمكن مواجهته بشرط ان ندرك كلنا حجم الأزمة وحجم هذا الخطر.. هكذا طبيعة
المصريين. ولنا من التاريخ والتجارب السابقة ما يؤكد هذه القدرة للمصريين.
وسام الاحترام وهو هنا عنوان المقال يمكن منحه من قبل وسائل الاعلام
المختلفة لكل من يساهم في تحديد موقف نقطة الضوء بنهاية النفق الذي نعيش
فيه.. الوسام أيضا للنماذج الناجحة التي تعمل وتقدم لمصر في الظروف التي
تمر بها.. من ينتج. من يصنع. من يصدر. صاحب اكتشاف علمي. صاحب قرار سياسي
يعيد اللحمة بين ابناء الوطن. و من يوجد فرص عمل. ومن يساعد في تضميد جراح
الوطن وابنائه.. صحيح صعب اكتشاف تلك الشخصية بسهولة في ظل الفوضي التي
نعيشها لكن هذا يمثل تحدياً مطلوباً. واخيراً وليس آخرا .. علينا ان نبحث
عن حلماً قومياً نلتف حوله ونعيد البسمة للمواطن كبيراً وصغيراً . غنياً
وفقيراً.
وسام الاحترام لاتفاق يتم توقيعه والالتزام به من قبل وسائل الإعلام
المصرية تجاه آليات التعامل مع الملفات الساخنة التي يمر بها الوطن وأيضا
تجاه تقريب وجهات النظر. والحد من بث الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن
الواحد -بالمناسبة- هنا لا يوجد استثناء لأحد فالجميع في قارب واحد وعند
حدوث ثقب فيه يغرق الجميع ويبقي الوطن.
تبقي نقطة أخيرة وهي موجهة للاعلام الحكومي والخاص بصفة اكثر.. من صحف
ومجلات ومحطات فضائية لماذا لايكون هناك برنامج أسبوعي يلقي فيه الضوء علي
الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني التي تسهم في تحقيق تنمية حقيقية
للمواطن المصري؟ علي ان تكون مجانا حتي يمكن ان نقدم نماذج مشرفة وتسهم في
بناء مجتمع ما بعد ثورة الشعب .. ولماذا أيضا لاتخصص الصحف القومية
والخاصة صفحة اسبوعية؟ لعرض النماذج الناجحة وايضا العقبات التي قد تواجه
بعض المنظمات والعمل علي حلها بالتواصل مع المسئولين بدلا من اللت والعجن
وبرامج التوك شو التي لاتبني المجتمع والتي أصبحت تزعج الكثيرين.. أعتقد ان
الوقت قد حان ليقوم الإعلام المصري بوسائله المتعددة بدوره التنموي
والاجتماعي ولدينا تجربة جريدة الجمهورية التي خصصت صفحة أسبوعية لذوي
الاحتياجات الخاصة دون مقابل ايماناً منها بأهمية السلام الاجتماعي لبناء
الوطن .
خارج النص :
العزيز باسم يوسف صحيح لم اتشرف بك واتابع برنامجك أسبوعياً.. صحيح هو
برنامج ساخر وضاحك ولكن اثره يختفي بمجرد الانتهاء منه نادراً ما أتذكر منه
الكثير رغم انه جيد نصيحة ابتعد عن الاسفاف والكلام الرخيص والألفاظ.. هنا
اعتقد أنك سوف تكون أكثر تألقاً ونجاحاً واستمراراً وذكري لدي المتفرج.
وهو هدفك الأول والأخير صح الكلام.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

الثقب ..........يغرق الوطن

الثقب ..........يغرق الوطن

الثقب ..........يغرق الوطن :: تعاليق