اه ...............ياوطن

*** تتعاقب المآسي والكوارث وكأنها قدر مكتوب علي "جبين" المصريين.. لابد
أن تراها أعينهم.. بل إن في تعاقب المآسي رحمة.. بمعني أن الأحدث منها تطمس
ما قبلها.. فنحن حالياً أمام المأساة المتعلقة بضحايا الأحداث المفجعة في
بورسعيد والسويس ومحيط ميدان التحرير.. قبل ذلك ببضعة أيام وكالعادة هاجت
الدنيا و"ماجت" وتوالت الإحصائيات والحقائق السابق نشرها عند تكرار وقوع
نفس الكوارث بعينها "فرة القطارات الطائشة والعمارات المترنحة" وعموماً
الموت علينا حق ومن لم يمت في مذبحة استاد بورسعيد.. مات في قطارات أو
عمارات "اقرأ الشهادتين وارحم نفسك من عذاب الدنيا" ومن لم يلق حتفه هنا أو
هناك.. فهناك معارك بورسعيد وأخواتها الأخيرات أو القادمات.. المهم
وللإنصاف وأياً كانت العهود والحكومات.. فالجميع تفوقوا ويتوفقون علي
أنفسهم في تحطيم الأرقام تحطيماً "في الغرق في شبر مية" في مواجهة الكوارث
والأزمات بعد وقوعها.. وكأنها لم تكن متوقعة.. أو علي الأقل وارد وقوعها
مثل أحداث 25 و26 يناير الجاري وتوابعهما.. فلا قرارات توافقية حاسمة اتخذت
لتجنب وقوع المأساة.. بل ولم تتخذ حتي احتياطيات أو خطط مسبقة مدروسة
لتأمين المظاهرات السلمية وتقليص الخسائر وحقن الدماء إلي أدني حد ممكن..
أما عن حالة اللامبالاة المزمنة "المتكررة بالكربون" فحدث ولا حرج وبدلاً
من وقف نزيف الدماء يتسابق المسئولون في كل العهود في إطلاق التصريحات
الحارقة بدءاً بالصرف الفوري لبضعة آلاف من الجنيهات لأسر الضحايا مع
التوعد والوعيد بأغلظ ايمان الطلاق وبالثلاثة لاتخاذ أقسي وأقصي العقوبات
ضد المسئولين عن الكوارث وانتهاء بإصدار تعهدات فورية بإصلاح ما فسد
وأفسدته كافة العهود عبر الدهور وكله كوم وتشكيل اللجان سابقة التجهيز
دائماً حتي قبل وقوع الأحداث كوم آخر المهم أن الدنيا تقوم ولا تقعد لبضعة
أيام علي أقصي تقدير وإلي أن نجد أنفسنا أمام مأساة أخري لنبدأ فعاليات
تأبين جديدة وهكذا دواليك فأبناء مصر في النهاية زائلون ومصر هي الباقية..
وتمر الأيام كما اعتدنا أن تمر وتتبخر معها القرارات والتعهدات ويبقي الحال
وسيظل علي ما هو عليه.. "أحيانا الله وأحياكم".
واضح ياسادة أن جراب ثقافة التواكل السلبية المتعلقة بالقضاء والقدر
"وربك هو الستار" وقول يارب إلي آخره.. ناهيك عن التنمية "المستدامة" لنهج
اللامبالاة والاستخفاف المقترن بالاهمال والتقصير.. فعلي ما يبدو أن هذا
الجراب لايزال حافلا بالمفاجآت الصاعقات "وسترك يارب"!.. والاكثر خطورة من
كل ما سبق.. هو اننا بصدد موروث بغيض من العهد السابق.. ولاتزال آثاره
حاضرة وبقوة.. وهو الاستهانة بأرواح المصريين. وكأنهم ليسوا بشرا كرمهم
الخالق سبحانه وتعالي علي سائر المخلوقات.. والمثير للأسي أن هذه الاستهانة
انتقلت للعديد من المواطنين تنامت بينهم ولديهم حالة الاحباط إلي حد
اللامبالاة والعزوف عن الحياة أو التعامل معها كتحصيل حاصل.. وإلي أن تحين
لحظة النزول من قطار الزمن.. سواء برصاص قاتل "ايا كان مصدره".. أو بركوب
قطارات "تكريم الإنسان" أو عبارات الغوص الابدي "تحت الماء" أو الدفن بين
الانقاض.. اضف إلي ذلك غياب ثقافة الانضباط وما يرتب بها من دقة في التخطيط
واتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات المسبقة.. تحسبا لكل الاحتمالات "بغض
النظر عن احتمالاتها حدوثها".. وذلك بالطبع إلي جانب توخي الحذر والدقة في
التنفيذ.. خاصة إذا كان مرتبطا بأرواح الآخرين.. ولان المسئولين في
حكوماتنا المتعاقبة في النهاية.. هم من ابناء الشعب.. فهم بالتالي مثل
رعيتهم متحررون من أي انضباط أو التزامات.. واعتقد أن الحل هو استيراد
وزراء وكبار معاونيهم من الصين تماما مثلما نستورد منها كل شيء حتي "الفطير
المشلتت" خاصة أن "الحانوتية" اشتكوا ويشتكون من كثرة ضحايانا وشهدائنا..
والأمر لله وحده.
علي الماشي:
"بعضهن لا تنظرن إليه.. لكنهن تنظرن إلي جمالهن في عينيه"

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30

اه ...............ياوطن

اه ...............ياوطن

اه ...............ياوطن :: تعاليق