الخوف المهين

قد يكون الإصرار علي موقف معين والاستماتة من أجله.. ظاهرة صحية.. إذا كان
صاحبه لديه الحق في ذلك. وعلي قناعة بأنه علي صواب. وأنه سيقاتل دفاعاً عن
موقفه. أما إذا لم يكن علي صواب فتلك مصيبة. لأنه يضيع وقته فيما لا طائل
من وراء ذلك. وكمن يحارب طواحين الهواء أو يحرث في البحر. هذا بالضبط هو ما
يحدث حالياً بالنسبة لسلة من النواب بعد حل البرلمان وغلقه بالضبطة
والمفتاح لحين إجراء انتخابات برلمانية جديدة. فقد أصر حوالي 05 نائباً
سابقاً علي الاجتماع بالمجلس للتشاور والتعليق علي قرار المحكمة الدستورية
العليا بأنه لا رجعة في الحكم ولابد من احترام القضاء حتي ولو أصاب القرار
العوار.
الغريب والذي يدهشني هو إصرار بعض النواب السابقين علي رفض أحكام
القضاء. ومخاصمة الرئيس مرسي بصفته رئيس الدولة والحكم بين السلطات بل
ودعوتهم إلي إجراء استفتاء شعبي علي استمرار المجلس في ممارسة أعماله أو
حله إذا فشلت الدعاوي القضائية في إعادته. باعتبار أن الشعب هو الذي جاء
بالمجلس. وأن له الحق في البقاء من عدمه. ناسين أنه بهذا المنطق فإن نواب
2010 الذين أطاحت الثورة ببرلمانهم لهم الحق في العودة لأن القرار لم يصدر
بناء علي أحكام قضائية. ولأن الشعب هو الذي جاء بهم. وليست الثورة التي
كانت موجهة أيضاً ضد النظام.
الأغرب أن الذين أطلقوا الدعوة للنواب لعقد الاجتماع هددوا بأنهم
سيجتمعون في الشارع إذا تم منعهم من دخول المجلس. وأنه إذا لم يتم عقد
الاجتماع أو الوصول إلي نتائج فاصلة فسوف يتم التصعيد بطلب رسمي لمقابلة
الرئيس. ولكن كان أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري كان كريماً وإن كان ليس من
حقه حيث سمح لهم بعقد اللقاء بصفته المسئول إدارياً عن مجلس الشعب. والمضحك
أنهم أكدوا عدم حرصهم علي مجلس الشعب ولا يريدون عودته وأنهم يحملون الشعب
المسئولية. باعتبار أن إعادة الانتخابات إهدار للمال العام إذا كان ذلك
فعلام الإصرار علي عدم حل البرلمان ولماذا تخافون من إعادة الانتخابات
ولماذا تنوون ترشيح أنفسكم ثانية طالما هناك إهدار للأموال؟ الحقيقة مثل
هؤلاء يضيعون وقتهم. ويسيئون إلي البرلمان. وكذلك للدوائر التي جاءوا منها.
لأنهم لم يحترموا أحكام القضاء. ولأنهم ناصبوا الجميع العداء بمن فيهم
رئيس الجمهورية ولأن بعضهم طالب بمقاضاته لأبطال الانتخابات الرئاسية نفسها
ولأنهم وهذا هو الأهم هو عدم الثقة في ان جماهير دوائرهم ستعود انتخاباتهم
أو الوقوف بجانبهم مرة ثانية وهذا هو مربط الفرس. فالذي يخدم أهالي دائرته
ويفضل مصلحتهم عن مصلحته الشخصية لا يهمه إعادة الانتخابات ولو لألف مرة.
لأنه واثق من نجاحه بناء علي جسور الثقة مع الناخبين. ومن منطلق العشرة
بدليل تمثيل بعض النواب لدوائرهم أكثر من مرة لحرص الناخبين علي بقائهم حتي
ولو كانوا يمشون علي العكاز ليس بأموالهم. وإنما بخدماتهم لأبناء الدائرة.
أما النائب الذي "يخطف دائرته ويجري" فهو الذي يخاف ويرتعد. لذا علي
المصرين علي مواقفهم الالتفات إلي ذلك وكي لا يعطون الفرص لخصومهم
السياسيين ينخطف مقاعدهم أو الإساءة إليهم. أو التقول عليهم بأن من لا
يحترم القضاء والسلطة لا يحترم الشعب. مع احترامي لتاريخهم النضالي
والبطولي ولمواقفهم الثابتة ولإصرارهم علي مبادئهم.
أتمني من هؤلاء أن يغلقوا هذا الملف. وأن يستعدوا للمعركة الانتخابية
المقبلة التي أعتقد أنها ستكون أكثر شراسة. خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين
وأيضاً التيار الإسلامي سيكونون أكثر تنظيماً وحشداً لأنصارهم. بعدما
شعروا بأن بساط الشعبية ينسحب من تحت أقدامهم رويداً رويداً. علي خلفية ما
فعلوه خلال المدة القليلة التي قبعوا فيها تحت القبة ومحاولاتهم الاستحواذ
علي كل شيء. وخروج بعض نوابهم علي الشرعية أمثال البلكيمي والشيخ علي ونيس
وغيرهما. بالإضافة إلي 400 قضية ضد نواب الإخوان رفعها القضاه ضدهم مما
يجعل المنافسة قوية وصعبة للغاية. قد تؤدي ببعض الرموز البرلمانية حتي سعد
الكتاتني رئيس المجلس المنحل الذي لاكته الألسنة علي خلفية سيارات مجلس
الشعب التي يحتفظ بها لنفسه ومنها سيارتان مرسيدس احداهما لتنقلاته الخاصة
والثانية لاستخداماته لمنزله في أكتوبر مع تخصيص سائقين من جراح البرلمان.
وهذا ماذكرته جريدة المساء التي اكدت أيضاً أن الكتاتني مازال يتمتع
بالحراسة الأمنية بسيارتين فورد وشيروكي سوداء لحراسته. ولكن مصادر مسئولة
قالت إن الحراسة والسيارات الخاصة بها تابعة لوزارة الداخلية وليس
للبرلمان. وهذا إن صح فلا يجوز من الداخلية. فالرجل لا علاقة له حالياً
بالبرلمان وأيضاً لا يجوز من الكتاتني نفسه لأن يسمح بحراسته وحمايته وهو
رجل يعلم بالتأكيد شبهة الحرمانية في ذلك.
أتمني أن تفرز لنا الانتخابات البرلمانية المقبلة رجالاً يحبون مصر
أكثر من أنفسهم وأن يخلعوا عباءتهم الحزبية بمجرد دخولهم البرلمان. وأن
يضعوا رجل الشارع البسيط نصب أعينهم. وأيضاً علي الناخب الاستفادة من تجربة
البرلمان السابق بالتدقيق في الاختيار لمن يمثله بصدق. وليس لمن يشتاق
لغرض في نفس يعقوب.
.. وأخيراً
* كان لا يجب علي رئيس مجلس الشوري ألا ينساق لدعوات بعض نواب البرلمان
المنحل ويسمح لهم بالاجتماع في المجلس.. فمهما كانت المبررات إلا أنها
سابقة لم تحدث من قبل!
* أقول لأحمد فهمي البرلمان ملك للشعب وليس لك.. فقد أعطي من لا يملك لمن لا يستحق!
* نحن في انتظار رد الكتاتني القاطع لحكاية سيارات البرلمان والحراسة.
* لماذا لم يحضر الكتاتني اجتماع النواب رغم دعوتهم له؟ مجرد سؤال
* ما رأي د. فهمي فيما قاله المستشار محمد مكي نائب رئيس الجمهورية بأن مجلس الشوري "مالوش لزمه" إذا بقي بحالته الحالية!
* قال سامح عاشور إن "الناصريون" قادرون علي هزيمة الإخوان في الانتخابات المقبلة؟.. يا مسهل!
* إضراب الأطباء.. لا داعي له في الظروف الحالية!
* المدرسون بدأوا الدروس الخصوصية إجبارياً منذ اليوم الأول للدراسة.. وسلامي للتعليم.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

الخوف المهين

الخوف المهين

الخوف المهين :: تعاليق