عدم التصويت ...........ذنب ترتكبه

هل حيرة كل المصريين مع مرشحى الإعادة تدفعهم إلى السلبية.. أى إلى الامتناع عن التصويت؟!
فإذا كان من المصريين من يرفض اختيار مرشح الدولة الدينية الدكتور محمد مرسى.. ومنهم من يرفض ما يقوله الإسلاميون بأنه مرشح الفلول نقصد الفريق أحمد شفيق.. هل هذا يدفع كل هؤلاء إلى الامتناع عن الذهاب إلى لجان التصويت..

أو الذهاب وإبطال الصوت بأى وسيلة أبسطها أن «يضع» العلامة المطلوبة على الاثنين معاً.. أو بإضافة اسم ثالث من عنده.. أو كتابة رأيه فىأحد المرشحين، أو كليهما معاً.. هل هذا سلوك انتخابى ديمقراطى حقيقى؟ هذا كله مرفوض.
<< وكان المصرى لا يذهب إلى لجان التصويت ـ فى الماضى ـ لقناعته بأن هناك من «يصوِّت» نيابة عنه.. أو أن الصندوق الذى يضم الآراء الحقيقية يتم تبديله ووضع صندوق آخر مكانه.. تم تزوير ما به من أصوات.. أو حتى إعلان النتيجة دون فرز حقيقى للأصوات.. وأنه لكل هذه الأسباب وغيرها ابتعد معظم المصريين عن الانتخابات..
وبذلك هبطت نسبة المصوتين إلى أدنى رقم مقارنة بغيرنا من الأمم.. حتى إن انتخابات مجلس الشعب السابق لم تصل فيه نسبة المصوتين إلى «10٪» وإن ادعت الحكومة أنها حوالى 20٪. وكذلك كل استفتاءات اختيار رئيس الجمهورية لم تتجاوز النسبة فيها «5٪» كذلك.. بعد أن ابتدعت السلطة المصرية لعبة أو كارثة التسعات الخمس..
<< وإذا كانت أسباب ابتعاد المصريين عن الصناديق السابقة معروفة فإن أسباب الابتعاد الحالى مغايرة تماماً.. وتحمل رأياً عنيفاً.. ألاوهو رفض المرشحين الاثنين فى انتخابات الإعادة..
وهناك من يقول إن هناك من هو مر.. وهناك من هو أكثر مرارة.. وهناك من يرى القبول بالأمر الواقع بأن يختار المصرى أقل الاثنين ضرراً.
وكانت الانتخابات السابقة تأتى برئيس شرعى نعم ولكنها شرعية شكلية.. ولكن هذا كان أمراً شكلياً.. تماماً كما كان يحدث مع أعضاء البرلمان.. وكنا نقبل ذلك على مضض، ولكن كان هذا فى السابق.. الآن ما الذى يجبرنا على أن نكرر نفس الخطأ؟
<< ثم إن القوة التصويتية الآن للمصريين هى 50 مليوناً و400 ألف شخص من بين حوالى 90 مليون مصرى.. وفى المرحلة الأولى من هذه الانتخابات كانت نسبة التصويت أقل من نصف هذه الكتلة التصويتية.. فماذا نتوقع؟ كل المؤشرات تقول إن نسبة من سيذهب للصناديق ستهبط كثيراً عما حدث فى المرحلة الأولى.. فهل تصل إلى 25٪.. أو تنخفض الأصوات الصحيحة عن هذه النسبة.. ـ فى رأيى كارثة ـ أى أن رئيس مصر يمكن أن يأتى بأصوات أقل من ربع عدد المصوتين.. فهل تعرفون معنى ذلك.. معناه أن ربع سكان مصر هم فقط الذين جاءوا بالرئيس.. فهل يعتبر هنا رئيساً للأقلية.. حتى ولو تمت الانتخابات شفافة ونزيهة..
أنا لا أتمنى ذلك.. فنحن الآن فى ثورة. على الأقل لنقول للعالم ولأنفسنا على الأقل، إن الرئيس جاء برغبة أغلبية المصريين وليس بأقليتهم.
<< وعلينا أن نتحمل الرئيس القادم.. ولو لفترة واحدة.. نعتبرها انتقالية ما دام الوضع تأزم إلى هذا الحد.. حتى تهدأ النفوس، ونختبر هذا المرشح أو ذاك فى هذه الفترة الواحدة ومدتها 4 سنوات.. وأن ينص على ذلك فى مشروع الدستور الجديد، فترة واحدة من «4 سنوات»..و ما العيب فى ذلك: أن نسلم مصر للفريق شفيق لمدة «4 سنوات» أم نسلمها للإخوان لعشرات عديدة من السنين.
ثم إننى أرى فى الامتناع عن التصويت أكبر جريمة فى حق هذا الوطن.. بل فى حق المواطن نفسه.. وإذا كنا قد سعدنا بارتفاع نسبة التصويت فى الاستفتاء على الإعلان الدستورى فلا نريد أن ننتكس ـ ونحن فى شهر النكسة ـ لتعود ريمة لعادتها القديمة، عندما يعطى المصرى ظهره للصندوق من جديد وكأن مصر لم تحدث بها هذه الثورة الكبرى.
<< إن الشباب يعيشون الآن أسوأ الأيام. على الأقل عندما يحس أن هناك من سرق الثورة منهم.. ولكننا نقول إن الشباب ـ أنفسهم ـ هم الذين سمحوا بهذه السرقة عندما لم يتحدوا بإنشاء حزب واحد قوى ومؤثر يقود ثورتهم.. لا أن يتركوا الثورة لهذه التعددية من جهة.. أو يتركوها لمن يركبها مرات ومرات، والشباب ـ كلهم ـ واقفون يتفرجون على هذه السرقة الكبرى.
مرة أخرى: حرام أن يقاطع الشعب صناديق الانتخابات.. وإذا كان هناك فى الماضى ما دفعهم إلى ذلك.. فإن هذا الشعب استطاع أن يغير هذا النظام البائد.. وحرام مرة أخرى أن تعود مصر إلى أن تحكم بالأقلية.. فهذه هى الجريمة الكبرى التى يجب ألا تقع حتى ولو اضطر الشعب إلى الثورة من جديد

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

عدم التصويت ...........ذنب ترتكبه

عدم التصويت ...........ذنب ترتكبه

عدم التصويت ...........ذنب ترتكبه :: تعاليق