مجلس رئاسى ......ولارئيس

غريب أمر الذين رفضوا فكرة المجلس الرئاسي لحكم مصر.. للخروج من مأزق الرئيس الواحد أهو أحمد شفيق أم محمد مرسي.. وقد رفضوها جهلاً وعدم معرفة، رغم أن دولاً عديدة، في الشرق والغرب، لجأت إليها حتي لا يعيشوا عصر الملك الواحد الذي لا ينزله من فوق كرسي العرش.. الا عزرائيل..

والمجلس الرئاسي لجأت إليه هذه الدول.. إما لفترة انتقالية حتي تعبر نفقاً مظلماً وتجنب الاختلافات جانباً.. وإما لفترة دائمة.. وعندما تم طرح فكرة المجلس الرئاسي لم يكن امام الذين طرحوها الا تجربة المجلس الرئاسي المصري، الذي عشناه عامي 1962 و1963 عقب مأساة انفصال سوريا عن مصر وضياع فكرة الوحدة العربية.. ورآها جمال عبد الناصر علاجاً لفكرة انفراد الحاكم بكل أمور الحكم.. والاهم القضاء علي سيطرة المشير عبد الحكيم عامر علي كل مقدرات القوات المسلحة.. حتي ترقية الضباط، مما جعل كثيراً من الضباط يدينون بالولاء للمشير وليس لمصر!! وفشلت التجربة المصرية، ولهذا رفض الفكرة الذين عرضت عليهم هذه الأيام..
<< وإذا كانت هذه الفكرة قد فشلت في مصر ربما بسبب رغبة الفرعون في الابقاء علي سلطته هي الأعلي.. إلا ان بعض الدول جربت هذه الفكرة.. واستمرت فيها لعدة سنوات..
هذا هو اليمن الذي شهد مجلساً للرئاسة مكوناً من خمسة أعضاء يدعون رئيس الجمهورية للاجتماع ويتم اختيار اعضاء هذا المجلس من قبل مجلس النواب المنتخب المكون من 301 عضو، ويتم اختيار مجلس الرئاسة كل 4 سنوات عن طريق الاقتراع السري..
وبدأت هذه التجربة بعد انقلاب عسكري في نوفمبر 67 وتم إقصاء الرئيس عبد الله السلال، وقاده القاضي عبد الرحمن الايرياني، الذي شكل مجلساً جمهورياً من ثلاثة اشخاص واستمر هذا المجلس حتي يونيه 74 عندما قام ابراهيم الحمدي بانقلابه العسكري..
ولكن بعد اتحاد اليمن الشمالي مع اليمن الجنوبي في دولة واحدة في مايو 1990 في ظل دستور ديمقراطي ليبرالي وتم اختيار علي عبد الله صالح رئيساً لمجلس الرئاسة وعلي سالم البيض «الجنوبي» نائباً للرئيس واستمر هذا النظام إلي أن انفرد صالح بالرئاسة عام 1997 بعد حرب اهلية رهيبة..
<< وهذه سويسرا، واحدة من أعرق الديمقراطيات الغربية، يحكمها مجلس فيدرالي من 7 أعضاء تنتخبهم الهيئة التشريعية لمدة 4 سنوات وهم بديل لرئيس الهيئة التنفيذية.. المنفرد.
ورئيس الدولة هو رئيس الجمهورية تنتخبه الهيئة التشريعية لفترة عام واحد من بين أعضاء المجلس الفيدرالي، ولا يصح انتخاب أي شخص رئيساً للجمهورية لعامين متتاليين، رغم ان معظم واجبات الرئيس واجبات تشريفية وهذا نظام استقر منذ سنوات عديدة في سويسرا..
<< وهذه هي ماليزيا التي قفزت من تحت خط الفقر إلي القمة واستطاعت تحت حكم مجلس رئاسي.. ورئيس وزراء قوي.. عبر تجربة رائدة نحلم أن تتكرر عندنا.. فما هو نظام الحكم فيها؟
ماليزيا ملكية دستورية ورئيس الحكومة المركزية هو الملك ويرأس المجلس الرئاسي المكون من 9 ولايات «9 سلاطين» و4 حكام للولايات الاخري، ويقوم مؤتمر الحكام من الولايات التسع «السلاطين» بانتخاب واحد منهم ليكون الحاكم الأعلي ولمدة 5 سنوات «هو الملك» ويتم اختيار الملك علي أساس الاقدمية والتعاقب ويحمل معظم الحكام لقب السلطان..
وهذا هو ما نص عليه دستور الملايو عام 1956 وكذلك اقامة اتحاد الملايو المستقل عام 1957، وتضمن ايجاد نظام يتم بمقتضاه انتخاب حاكم أعلي من بين الحكام التسعة «اي السلاطين التسعة» بالتعاقب من قبل الشعب مرة كل 5 سنوات..
<< والعبرة هنا في هذه التجربة في دولة اسلامية ان الرئيس الاعلي مجرد سلطان لا سلطة تنفيذية كبيرة له، بل السلطة الاعلي هي لمجلس السلاطين الذي يرأسه الملك الذي يتم اختياره كل خمس سنوات.. والسلطة الفعلية هي لرئيس الحكومة ان صلح صلحت الدولة كلها وأمامنا تجربة ماليزية عندما كان رئيس الوزراء هو هذا الرجل المعجزة محاضير محمد، الذي استطاع في سنوات قليلة ولكن عصيبة ان يحول ماليزيا من دولة قزمية، إلي واحدة من اكبر دول أسيا ليس من حيث عدد السكان «حوالي 30 مليوناً» ولكن من حيث هذا الاقتصاد القوي رغم ان المجتمع هناك تتعدد أقلياته وعرقياته بين سكان أصليين وسكان وفدوا إلي هذه المنطقة منذ مئات السنين هبطوا إليها من الصين وزحفوا اليها من الغرب، من القارة الهندية ولكن هذه الدولة صنعت المعجزة.. وإذا كان قد عرفنا اسم رئيس الوزراء الذي صنع - وهو محاضير محمد بعد ان عرفنا رئيس وزراء عصر الاستقلال تنكو عبد الرحمن - فإن احداً لا يعرف اسم الرئيس الأعلي للدولة.. أي الملك.. لانه لا سلطات كبيرة له.. فلماذا لا ندرس هذه التجربة التي اعطت لحكام الولايات نوعاً متقدماً من الادارة المحلية..
<< ولكن لأننا فراعنة، وفي داخل كل واحد منا فرعون صغير، رفضنا فكرة المجلس الرئاسي، وبالمناسبة فإن الاتحاد السوفيتي عرف نوعاً من هذه القيادة الجماعية - في عصره الذهبي - فقد كان الاتحاد السوفيتي يحكم بنوع من الجماعية.. ومازلنا نتذكر هذه الفترة، فترة برجينيف مع خروشوف وبودجورني..
أري ولمواجهة مشكلة انقسام الامة المصرية الآن حول الرئيس، أن نقبل فكرة مجلس رئاسي يحكم البلاد لمدة محددة.. تكون أول مهامه استلام السلطة من المجلس الاعلي للقوات المسلحة..
<< تعالوا ندرس.. قبل ان نقرر، عن جهل مرة.. وعن تسرع مرة أخري..فماذا تريدون مجلس رئاسى ولا حكم الاخوان

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

مجلس رئاسى ......ولارئيس

مجلس رئاسى ......ولارئيس

مجلس رئاسى ......ولارئيس :: تعاليق