الفساد الماجور

ماذا حدث لنا يا معشر المصريين. أليس فينا رجل رشيد؟ أم ضاعت بيننا هيبة الكبير.. ورحمة الصغير.. فقدنا المروءة والجدعنة.. والشهامة.. وهلت علينا رياح السعي وراء المصالح الشخصية.. والتكويش.. والتهبيش.. فانتشرت الفوضي والبلطجة والفتونة والخطف واللطش والتهديد والوعيد.. وجعل البعض من أنفسهم أوصياء علي الشعب المصري.. ونصبوا أنفسهم أداة لتنفيذ قانونهم.. فهم الخصم والحكم.. هم القاضي والجلاد.
أتساءل.. إلي متي سنظل هكذا؟ هل تآلفنا مع الحرائق والتخريب والترويع والخطف والضرب والجلد والقتل؟ هل يجد البعض نفسه في تأجيجه للمشاعر.. وإشعال الفتن؟ هل هذه طباعنا.. وأسلوبنا.. وديننا؟ الكل يتخيل نفسه أنه "الفهيم" وأبو العريف و"المصلح".. وصدق العلي القدير في كتابه الكريم حينما قال: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون".
يخطئ من يعتقد أن هؤلاء ثوار.. إنهم مأجورون.. مجموعة من البلطجية أعلنت وجوههم قسوة قلوبهم.. وانها كالحجارة أو أشد قسوة.. يعملون علي مرأي ومسمع من الجميع.. متناسين أن الله ليس بغافل عما يعملون.. من وراءهم؟ من يدفع لهم بسخاء ويدفعونهم دفعاً إلي الفوضي الخلاقة؟.. لتتحقق مقولة المخلوع: "إما أنا أو الفوضي" أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
يحملون بين ضلوعهم قلوباً جامدة جاحدة مظلمة.. لا تخشع ولا تلين ولا ترق..قلوباً لم تتواد ولم تتعاطف ولن تتبدل وتتغير.. صمموا وآلوا علي أنفسهم أن تكون أيديهم هي آلة القانون. هم كافة السلطات يشرعون قوانينهم الخاصة بهم.. ويصدرون أحكامهم.. وينفذونها أيضا دون معارضة أو استئناف أو نقض.. ودون اعتبار لسلطة الدولة وسيادة القانون.. إجحافاً بحق الشعب المصري في حصولهم علي الأمن والأمان.. صدق قول الكبير المتعال فيهم.. "لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم". وقوله عز وجل.. "فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون".
ضيعوا الأمن والأمان فضاع معهما الاقتصاد.. واختلت موازين البورصة.. وهربت السياحة.. وضاعت الأرض الزراعية.. انتشرت الفوضي.. وأصبح الشارع مهلهلاً.. مباحاً.. مشاعاً.. كل من يريد أن يفعل شيئا يفعله بلا رقيب ولا ضمير.. جراءة.. وتناحة.. عربدة ووقاحة.. منهجهم الفوضي. وشريعتهم شريعة الغاب.. وسلوكياتهم تبتعد عن مبدأ الاحتكام للعدالة التي تستمد مقوماتها من تطبيق صحيح القانون.. استغلوا الكثيرين من البسطاء والأميين في الشعب المصري.
أتمني أن تكون الفترة القادمة للإنتاج.. وللمصالحة الوطنية الشاملة التي تستظل بها كل فئات الوطن وتقضي علي الفتنة التي نغرق فيها حالياً.. وتنهي حالة الاستقطاب التي تقودها النخبة بحثاً عن الذات واكتساب أرضية جديدة في الشارع السياسي.. وتتوسع مساحة الرضا والمشاركة بعيدا عن السخط والمغالبة والفرقة والصراع والنزاع الذي يؤدي إلي انهيار دعائم مصرنا الحبيبة.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

الفساد الماجور

الفساد الماجور

الفساد الماجور :: تعاليق