اشربوا بقى

* بغض النظر عن تداعيات الأحكام القضائية بشأن مذبحة بورسعيد.. لابد أن نقر ونعترف
أن هذه المجزرة وتوابعها هي جريمة ضد الإنسانية.. حركتها ولاتزال تحركها دوافع
سياسية ميكيافلية ماكرة.. واختلفت وتختلف هذه الدوافع باختلاف المرحلة وملابساتها
من حيث الشكل فقط إلا أن القاسم المشترك الجوهري الذي يجمع هذه الدوافع.. هو القصاص
من الثورة والثوار الحقيقيين بكافة انتماءاتهم وتوجهاتهم ومسمياتهم "بمن فيهم شباب
الألتراس.. سواء من الأهلي أو من بورسعيد ممن كان لهم دور فاعل وفعال في ثورة 25
يناير" فعندما وقعت المذبحة "الأم" أو "أم" المذابح في استاد بورسعيد في أول فبراير
عام ..2012 كان الدافع هو تكريس وتوسيع نطاق ومدي حملة التحريض والقصاص من الثورة
والثوار الحقيقيين و"أكرر الحقيقيين وليسا من ارتدوا ثياب الثوار في الوقت القاتل
خلال الثورة.. أو قبلها بزمان.. من قبيل توزيع الأدوار ما بين مؤيدين أو أقطاب
وركائز لتحالف القهر والفساد المخلوع.. وما بين معارضين تتفاوت مساحات ومسافات
معارضتهم ظاهرياً و"لحبك" الأدوار والضحك علي الذقون.. وما هم "صقور المعارضة
المنظمة أو المظبطة" إلا يؤدون أدوارهم ببراعة منقطعة النظير.. ويستحق كل منهم
عليها جائزة أوسكار الأبدية في التمثيل أو الإخراج أو السيناريو إلي آخر منظومة
النصب والتضليل.. وأيضاً "الترويج" والتبشير بتوريث ولي العهد الأمين.. رغم أن هذا
"التبشير" ارتدي أحياناً ثياب التنديد والمعارضة "الضروس" للتوريث وكان هذا
الاستنكار الحارق وتم نفيه دائماً من جانب ذراع التأييد والمبايعة.. بمثابة تمهيد
وتجهيز الأجواء النفسية لولاية أمين سياسات الأمة ودرة "جمالها".
* المهم
وللأسف المأساوي المرير.. نجح الثوار "الكارتونيون" في تحقيق أهدافهم في تشويه
الثورة وتحميلها مسئولية كل ما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد.. نجح معسكر
المتأسفين والحافظين للجميل حتي الآن في تحقيق المراد من رب العباد... اعتماداً علي
ترسانة ومنصات التضليل وإطلاق الفتن السياسية والدينية بعيدة المدي عبر السماوات
المفتوحة.. لتبدأ صراعات المصالح والهرولة وراء الغنائم.. وذلك بمجرد تنحي مبارك
وحتي هذه اللحظة..ودون أن يقتنع الفرقاء ما يزيد علي عامين.. أن استعراضات العزوة
والقوة "الاستقواء بالمليونيات من هذا الفريق أو ذاك".. وأيضاً الاحتكام إلي
الصناديق أو اللجوء لقضاء وقضاة يتعرضون لضغوط تفوق طاقة البشر وأي بشر.. ومن جميع
الاتجاهات.. لم يقتنع الفرقاء في الحكم أو المعارضة علي حد سواء.. بأن الطائرة لا
يمكن أن تطير أو حتي تقلع بجناح واحد "قيادة هذا الفريق أو ذاك بمفرده.. بل لابد من
جناحين معاً.. لكي تبدأ الطائرة وتستكمل رحلتها.... وينجو جميع أفراد طاقمها
وركابها من أي سوء.. ولكن يبدو أن الفرقاء قرروا الانتحار "معاً" ويداً واحدة وعلي
قلب رجل واحد!!... ربما سعياً للراحة الأبدية من الثورة وسنينها!!.
** "علي
الماشي":
* "من يتعمد أو تتعمد أن تظهر شيئاً.. تأكد أنه يسعي أو تسعي لإخفاء
شيء".

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

اشربوا بقى

اشربوا بقى

اشربوا بقى :: تعاليق